ads

Bookmark and Share

الجمعة، 1 يناير 2021

093 بوابة المجهول!

 بوابة المجهول!

بقلم: د. يونان لبيب رزق

الأهرام الخميس 11 مايو 1995م - 11 ذو الحجة 1415هـ


في الكلمة التي ألقاها جورج شيفنفورت Scheinfurth الجغرافي الألماني الشهير وأول رئيس للجمعية الجغرافية لخديوية بمناسبة تأسيس هذه الجمعية في 19 مايو 1875 جاء قوله: "تملك لجمعية الجغرافية في القاهرة كل المزايا التي تقدمها بلد وثيق الصلة بالحضارة الأوربية من جانب ولصيق بتلك الأراضي الغامضة في أواسط أفريقيا من جانب آخر، نحن هنا على بوابة المجهول

We are here at the gateway of the unknown"!

وبهذا الفهم، ومنذ ذلك التاريخ الذي سبق صدور الأهرام بعام واحد، عرفت مصر جملة من المؤسسات الثقافية نشأت في أساسها كمفردة من مفردات منظومة التحديث التي عرفتها منذ عصر محمد علي، أسهم الأوروبيون فيها في البداية إسهامًا ملحوظًا، ثم مع مرور الوقت تمت بمبادرات مصرية وأصبحت جزء لا يتجزأ من المناخ الثقافي في مصر المحروسة.

ولأن مثل هذه المؤسسات لا تنشأ من فراغ، ولا تعيش على الأجانب مهما كان قدر مساهمتهم فيها، فإنه لابد من علامات على الطريق إلى بوابة الجهل، يمكن أن ترصد منها علامتين على الأقل..

* المجمع العلمي Institut d, Egypte الذي كانت قد أقامته الحملة الفرنسية مع وصولها عام 1798، كان العلامة الأولى.

حدد نابليون أهداف هذا المجمع في تقدم العلوم والمعارف في مصر، ودراسة المسائل والأبحاث الطبيعية والمناعية والتاريخية الخاصة بمصر ونشر هذه الأبحاث، وأخيرًا إبداء رأيه للحكومة في المسائل التي تطلب مشورته بشأنها.

وقد احتل المجمع العلمي قصرين من قصر أمراء المماليك في الناصرية وضم أربعة أقسام، للرياضيات والطبيعيات والاقتصاد السياسي والآداب والفنون بلغ عدد علمائها ستة وثلاثين عضوًا.

ومع أن المجمع قد أغلق مع رحيل الفرنسيين عام 1801، غير أنه لم يكن إغلاقًا نهائيًا لأنه كان قد ترك بصمة واضحة في نفوس المصريين، وقبل ذلك في عقولهم.

عبر عن ذلك الشيخ عبد الرحمن الجبرتي، المؤرخ المصري الشهير الذي عاين الحملة وعايش مؤسساتها في زياراته المتعددة للمجمع والتي علق على إحداها بقوله أن لهم في العلوم "أمور وأحوال وتراكيب غريبة ينتج منها نتائج لا تسمعها عقول أمثالنا"!، وكانت البداية للإحساس بأن هناك عالمًا مجهولا يتوجب اكتشافه، وهو ما نرصده في العلامة الثانية.

* تتبدى هذه العلامة بعد ربع قرن من رحيل الفرنسيين وفي عام 1826 حين خرج الشيخ رفاعة الطهطاوي في بعثته الشهيرة إلى فرنسا وكتب عنها كتابه المعروف "تخليص الابريز في تلخيص باريز" الذي خصص جانبًا منه للمجمع العلمي الفرنسي الذي أسماه "أكدمة العلوم السلطانية، وأهلها منقسمون أحد عشر قسمًا، لكل قسم منها فرع مخصوص"، وخصص جانبًا آخر للجمعية وهي "مُعدة لتحسين وتكميل علم الجغرافيا، فهي تقوي الناس على السفر إلى البلاد المجهولة الأحوال.. وبالجملة لهذه الجمعية هي التي تخدم سائر ما يتعلق الجغرافيا، كطبع الخرطات ونحوها".

وعلي ضوء هاتين العلامتين لا نجد ثمة غرابة في عودة المجمع العلمي عام 1859 وتأسيس الجمعية الجغرافية في عصر إسماعيل في منتصف السبعينات، ما شكل مرحلة هامة بعد ذلك من مراحل الوصول إلى بوابة المجهول، وهي مرحلة عايشها الأهرام وروي لنا الكثير من أخبارها..

***

* نالت "الجمعية الجغرافية الخديوية" النصيب الأكبر من اهتمام الأهرام، في تقديرنا أنه كان وراء ذلك جملة من الأسباب..

من بينها تلك الرعاية التي حظيت بها الجمعية من قصر عابدين حتى أن رئيسها استمر أحد أعضاء الأسرة الخديوية، وغالبًا ما كان ولي العهد فيما يكشف عنه هذان الخبران المتتاليان..

الخبر الأول في الأهرام الصادر يوم 26 مارس عام 1889، وجاء فيه "صدر الأمر العالى بتعيين صاحب السمو البرنس عباس بك ولي العهد رئيسًا للمجمع الجغرافي المصري فكان أمرًا نقابله ببالغ الشكر والامتنان لسمو مديرينا المعظم".

أعقبه بأقل من عشرة أيام الخبر التالي "في التاسع والعشرين من مارس الماضى عقدت الجمعية الجغرافية المصرية جلستها الاعتيادية، فقام سعادة أباتا باشا وبلغ الأعضاء الأمر العالي الذي أصدره الجناب الحديدي المعظم بتعيين دولتلو البرنس عباس بك رئيسًا للجمعية وقال أن هذا دليل لما للحضرة الخديوية الفخيمة من حسن الاهتمام بأشغال الجمعية فكان لذلك وقع حسن وتأثير عظيم لدي أعضاء الجمعية".

من بينها ثانيًا، تلك الصلة الدولية بين الجمعية وسائر الجمعيات العالمية الأمر الذي يشير إليه الكتاب الوارد من جمعية باريس تطلب من "سمو الخديو المعظم أن يأذن لصاحب الدولة البرنس عباس بك أن يكون أحد رؤساء الشرف فيها مع سائر الرؤساء من هذا القبيل وهم أصحاب الجلالة إمبراطور البرازيل وملوك بلجيكا والبرتغال ورومانيا والغراندوق قسطنطين الروسي وولي عهد الدانمراك وغيرهم من الأمراء العظام".

من بينها ثالثًا المكانة المرموقة التي كان يحظى بها أغلب أعضاء الجمعية فيما سجله عدد مجلتها الصادر في أبريل عام 1881، وقد جاء فيه أنه من بين 142 هم مجموع أعضائها أمير، ستة وزراء سابقين وحاليين ومثلهم من رجال السلك الديبلوماسي، ثلاثة مكتشفين، ثمانية وعشرين من كبار الموظفين، ثلاثة وعشرين من أصحاب المهن الحرة، تسعة عشر من رجال الأعمال، ستة عشر أستاذ، وأخيرًا خمسة عشر من الضباط.

أما مظاهر ما حظيت به الجمعية الجغرافية من اهتمام من الأهرام، ومن غيره من صحف العصر، فقد تنوعت..

كان الاجتماع السنوي للجمعية مناسبة تحتمل أخبارها مكانة هامة في الصحافة نقدم هنا بعض نماذجها..

عن اجتماع 29 مايو عام 1885 قالت الأهرام: "عقدت الجمعية الجغرافية الخديوية يوم الجمعة الفائت جلستها الأخيرة من هذا الفصل في إحدى قاعات المحافظة بمصر وحضرها كثيرون من الأعيان، وقد تلا فيها كاتب سر الجمعية لمعًا من أعمالها.. ثم أن سعادتلو فرائس باشا الرحالة الألماني الدكتور ناشيتفال.. ثم قرأ سعادتلو أباتا باشا شرحًا عن بلاد غلاس على نحو ما بسطه الرحالة بيانكى ثم أرفضت الجلسة".

عن موسم 1889 تتنوع تغطية الأهرام.. في ۲۲ مايو توزع الجمعية "رقاعًا تدعو فيه أعضائها ومن يلوذ بهم من السادة والسيدات إلي حضور اجتماعها القادم لأجل سماع خطبة في نتائج رحلة الدكتور جرفك العلمية.. وأخرى في الاستعمار الروسي في أواسط آسيا.. وأخرى في الشلال يقلم سعادتلو أبات باشا، وأخرى في الاكتشافات الجغرافية بقلم كاتب أسرار الجمعية".

موسم 1891 يسجل الأهرام منه ما جري في جلسة الجمعية المنعقدة يوم 30 يناير في قاعة المجالس المختلطة "ألقى فيها الكولونيل ويلز من مدرسة كنتوكى العليا خطبة في أفريقيا وحالتها الحاضرة.. ثم تلا حضرة أحمد أفندي شفيق فتمم خطبته في الاسترقاق من حيث الدين الاسلامي ثم عزتلو بانولا بك فألقى خطبة موضوعها شوارع ومحاجر مصر القديمة".

أخيرًا، فإن أخبار الأهرام تكشف أن الجمعية الجغرافية الخديوية كانت تصدر نشرة شهرية، أو "نبذة" حسب توصيف الجريدة تتضمن أعمالها وأهم أخبار الكشوف الجغرافية، وكثيرًا ما كان يرفق بها الخرائط الدقيقة مما كان محل تقريظ دائم من القائمين على تحرير الصحيفة، حيث كانوا يرونه عبورًا لبوابة المجهول الذي يتحول من خلال ذلك إلى معلوم!

* والمجمع العلمي احتل المكانة الثانية من اهتمام الأهرام، وتبدو هنا أكثر من ملاحظة حول هذا المجمع..

ملاحظة متعلقة بالاسم، فأحيانا كان الأهرام يُسميه الجمعية العلمية المصرية، وكان يسميه أحيانًا أخرى المجمع العلمي المصري، ويلاحظ هنا أنه أضاف اسم المصري، ولم يكن موجودا أيام نابليون.

ملاحظة أخرى، تتمثل في عناية ظاهرة أعارتها الجهات الرسمية لهذا المجمع بدت في تسجيل أخباره في الجريدة الرسمية، سواء كانت هذه الأخبار متعلقة بميزانيته السنوية أو متصلة بمحاضر جلساته، الأمر الذي تم تبينه من أن الأهرام كانت تعترف أنها تنقل أخبار تلك الجلسات عن الوقائع المصرية.

ملاحظة ثالثة، تكشفها تلك المحاضر وهي أن الغالبية العظمي من أعضاء هذا المجمع كانوا من الأوربيين خصوصًا من الفرنسيين سواء العاملين في الحكومة المصرية أو من رجال المالية في المحروسة.. فيجيري، فيتلر بك، برونت، بيوت ليون هنريوت، كونيار.

وتتبدى هذه الحقيقة أكثر، من حث الأهرام "الأبناء العرب على الحضور لاجتناء فوائد تلك الاجتماعات" في عددها الصادر يوم 4 نوفمبر عام 1891.

ولأن للفرنسيين وجود قديم في نظارة الأشغال منذ أن تولاها أول وزير فرنسي في عصر إسماعيل.. المسير دوبلينير، فإن هذا المجمع كان يعقد اجتماعاته في تلك الوزارة، ثم أن كثيرًا من المباحث التي كانت تُلقي كان لها ثمة صلة بأعمالها.

يخص الأهرام من بين أصحاب تلك المباحثات المسير برونت Prompt الفرنسي في الأشغال.. العدد الصادر في 9 فبراير عام 1891 يُشير إلى مشروعه الذي قدمه للمجمع لزيادة مساحة الأطيان وترك الزراعة الشتوية واحتلال السودان بالوسائط السلمية، وفي العدد الصادر في 23 يناير بعد عامين يقدم مشروعًا آخر عن بناء حوض ماء في كلابشة ومد فرع حديدي إلى الجنوب، ومن المعلوم أن أحد مشاريع هذا المهندس هي التي دفعت الحكومة الفرنسية إلى إرسال حملة الي أعالي النيل عام 1898 والتي أدت الى الصدام السياسي المشهور بني حكومتي لندن وباريس والذي كاد يتحرك إلى صدام عسكري هو المعروف بحادثة فاشودة.

وقد تنوعت مباحث المجمع العلمي المصري على نحو لافت للنظر، وتقدم الجلسة التي قدمت الأهرام وقائعها في العدد الصادر يوم 19 ديسمبر عام 1887 النموذج على ذلك، فقد ألقيت في هذه الجلسة ثلاثة بحوث.. أحدها عن العملة التي سكها المهديون في الخرطوم، والآخر عن حمى الدنج، والثالث عن أنواع الجميز.. ثمار حمراء مسطحة في الجمبرباط وثمار صفراء مستطيلة هي الجميزتخن!

* الجمعية الطبية المصرية احتلت المكانة الثالثة من اهتمامات الأهرام وأهم ما يلفت النظر فيها أنها كانت تتشكل بالأساس من الأطباء المصريين، فلم نعثر في جملة الأخبار التي نشرتها الصحيفة عنها اسم أجنبي واحد.. حسن باشا محمود، محمود ہك مصطفى، إبراهيم بك نجيب، سالم باشا سالم، إبراهيم بك مصطفي، حسن بك رفقي، وأسماء أخرى.

يلاحظ أيضًا أنه كان للجمعية مقر دائم في درب الجماميز وأن هدفًا أساسيًا من أهدافها، فضلا عن ترقية المهنة من خلال إلقاء البحوث كان "البحث عن الأسباب الداعية لعلم إنزال الأطباء في المنزلة التي يستحقونها في الهيئة الاجتماعية مع أنه "الأستاذ والخادم المرهب والمفرح المؤلم الشافي من الألم المغضب والمعزي المطلع على أسرار الجميع"!

أما عن البحوث التي كانت تلقي في مقر هذه الجمعية من الأطباء فحدث ولا حرج.. العقد المصارينية: حالة من السل آلت الى الشفاء، معالجة الهيضة بطريقة كتلات، خطر البترول، الكشف الترشيحى القضائى، الكشف الطبي الشرعي، الفقر المنوى، الدفتريا، وغيرها ما أسمته الأهرام "متعلقات الصحة العامة والداخلية"!

تبقي ملاحطة أخيرة وهي أن الجمعية الطيبة المصرية كثيرًا ما خرجت من المجال النظري إلى المجال التطبيقي مثل تشكيل لجنة "للنظر والبحث في الطريقة التي أهداها وأمتحنها إبراهيم أفندى خليل في معالجة الكلب"، وتشكيل لجنة أخرى "للبحث في المياه الموجودة في جهة أبو السعود وهي مياه معدنية"، ولجان أخرى لأغراض مماثلة.

والى جانب هذه الجمعيات العلمية الرئيسية، فإن قراءة الأهرام تكشف عن أنه قد سرت في البلاد خلال أواخر القرن الماضي حمي تأسيس هذه الجمعيات، الأمر الذي تكشف معه الجريدة عن صفحة غير معروفة تمامًا في تاريخ الفكر المصري.

***

أواخر عام 1887 نشرت الأهرام مجموعة من المقالات لطبيب مصري كان يستكمل تعليمه في باريس، هو الدكتور اسكندر رزق الله، جاءت تحت عنوان "العلم والمجامع العلمية".

استهل الكاتب هذه المقالات بالتنويه بما أصبحت تحتله المجامع العلمية من أهمية "سواء كانت هذه المجامع دولية كمجمع فينا ومجمع واشنطون أو أهلية يحتفل لها سنويا كمجمع طولون بفرنسا وفيسبادن بألمانيا ومنشستر ببريطانيا حتي صارت الجامعة الشاملة والملقي العام لعلماء الأنصار"، وينهيها بحث المصريين على المبادرة بإنشاء مثل هذه المجاميع وفي شتى صنوف المعرفة.

بيد أن هذه الدعوة العامة لا تلبث أن تتحول الي دعوة محددة من جانب مدير الأهرام في هذه المرة الذي كتب مقالا طويلا في عدد الجريدة الصادر يوم 29 أبريل عام 1891.

تبدأ الدعوة بعلامة استعجاب أو فيما جاء من قول: "إذا أحصينا الجمعيات بيننا وبحثنا عن الشارعين في تأليفها نراهم جميعًا من النزلاء الأوربيين ما عدا الجمعية الطائفية الخيرية وهى مسالة نستغربها كل الاستغراب"!

أما أهم أسباب الاستغراب في رأي بشارة تقلا فلأن "الوطنيين يفرقون الأجانب عددًا فضلا عن أنهم أيسر حالا منهم بوجه الاجمالي مما يمكنهم من القيام بتأليف جمعيات أدبية هم أحوج إليها من غيرهم".

يُفند بعد ذلك مدير الأهرام الحجج التي يتبرع بها البعض لعدم المبادرة بإنشاء مثل هذه الجمعيات، فإذا قبل أن رابطة الألفة غير موجودة مع أنها ضرورية لمثل هذه المشروعات المفيدة، قلنا أن هذه الروابط يجب أن تكون متوافرة في الوطنيين لاتفاقهم في المشارب واللغة والعوائد وما شاكل ذلك فضلا عن أنها لا تنشأ إلا إذا وجد من يحرك إليها".

ويختم الرجل مقاله الطويل بالإعراب عن أمله أن يتضافر الشباب الوطنيين "ويتحدوا قلبًا وقالبًا على إنشاء الجمعيات وأنهم إذا قاموا بنشاط واهتمام إلى تتميم هذه الأمنية لا يكون شك في نجاحهم ويخدمون الوطن والشعب أحسن خدمة".

وتشير متابعة الأهرام بعد ذلك إلى أن الدعوة قد لقيت استجابة بدت في الأخبار المتتالية لجمعيات عديدة نشأت خلال تلك السنوات قاربت من العشرة..

"جمعية المعارف الأدبية" والتي جاء خبر عنها بمناسبة إقامتها لحفل في "تياترو الأزبكية.. وتكرم الطرب الشهير عبده أفندى الحامولي بأن يشنف أسماع الحاضرين في ابتداء الرواية وختامها".

"جمعية الشبان الاقتصادية" وقد تشكلت فى الإسكندرية، وجاء الخبر عنها أيضا بمناسبة "ليلة غناء يُخصص جانب من دخلها لأجزخانة الجمعية والجانب الآخر للفقراء من جميع الطرائف والملل"!

الإسكندرية أيضًا عرفت تشكيل بعض أدباء الثغر لجمعية أدبية علمية "تلتئم كل أسبوع لإلقاء الخطب والمساجلات الأدبية المفيدة.. وهذا العمل الأدبي تكثر فوائده ولا سيما وأن القائمين بهذا المشروع الحميد لا ينظرون الي جنسية المتكلمين بالعربية أو مذهبهم"، ولم تشر الأهرام إلي الاسم الذي اختاره هؤلاء لجمعيتهم وذلك في الخبر الذي جاء عنها في العدد الصادر يوم 29 مارس عام 1894.

"جمعية روضة الآداب المنصورية" شدت اهتمامًا أكبر، فيما بدا في التقرير الطويل الذي كتبه عنها مراسل الجريدة في عاصمة الدقهلية أنها "تقدمت تقدمًا سريعًا ونرى الأهالى على اختلاف أجناسهم قد أخذوا بناصر تلك الجمعية الجديرة بالمساعدة وذلك ليخلد له الذكر الحسن فى تاريخ العمران"!

وتشير أخبار مكاتب طنطا أن نشاط تلك الجمعية قد امتد لعاصمة الغربية "وأن عموم الأهالي منشرحون من هذا المشروع".