ads

Bookmark and Share

الأحد، 30 يونيو 2019

043 غوائل الدودة

غوائل الدودة

بقلم: د. يونان لبيب رزق

الأهرام الخميس 19 مايو 1994م - 8 ذو الحجة 1414هـ


بعد أقل من ثلاث سنوات من هجوم الهيضة (الكوليرا) على مصر (1883) تعرضت البلاد لهجوم آخر، وكان هذه المرة من فيالق من الديدان! الهجوم كان هدفه شجيرات القطن، وقد اتسع نطاقه خلال عامى 1885 - 1886 إلى حد أصبحت معه الدودة الغامضة همًا مقيمًا يجثم على صدور المصريين ويقتطع من أرزاقهم، وهو الهم الذى كان لابد أن ينشغل به الأهرم مع عموم أهالى بر مصر!

نتج هذا الهم فى دانب مما أصبح يحتله هذا المحصول من مكانة الصدارة بين المحاصيل النقدية فى اقتصاد يعتمد بالأساس على الزراعة.

ففى نهاية عصر محمد على (1848) كانت صادرات القطن المصرية قد وصلت 186 ألف قنطار، زادت إلى 430 ألف قنطار عام 1860، غير أن الطفرة حدثت خلال الحرب الأهلية الأمريكية (1861 - 1865)، وما تمخض عنها من توقف تصدير القطن الأمريكى وحدوث ما عرف وقتئذ بمجاعة القطن الأمر الذى أدى إلى زيادة الصادرات المصرية إلى حد وصلت معه عام 1865 إلى مليونين و740 ألف قنطار، بكل ما صاحب ذلك من زيادة مساحة الأراضى المرزوعة بهذا المحصول الثمين الذى وصفه المصريين بالذهب الأبيض. وإن اختلف عن الذهب بأنه قابل للقضم من "الدودة الحقيرة" على حد توصيف الأهرام.

فى جانب آخر فإن الآثار السلبية التى كان يمكن أن تترتب على ضياع المحصول لم تكن تطول شريحة اجتماعية دون أخرى.

فقد كانت تطول أولا صغار الفلاحين الذين كانوا يعتمدون على المرابين فى تمويل زراعة هذه المحصول النقدى، وكان معنى أن تأكله الدودة أنها تأكل فى نفس الوقت ملكياتهم الصغيرة المرهونة للدائنين ليهوى هؤلاء إلى شريحة "الأجرية" من المعدومين.

وكان تطول ثانيًا كبار ومتوسطى الملاك الزراعيين الذين كانوا يراهنون عادة على جودة المحصول، إما لامتلاك مزيد من الأطيان، وإما للدخول فى مشاريع فى المدينة، وكان الأهرام محقًا عندما وصف أثر الدودة على هؤلاء بأنها "ضربة ثقيلة كدرت أصحاب الأطيان"!

وكانت تطول أخيرًا فئات عريضة من تجار الأرياف ومصدرى الأقطان وسماسرة البورصة. وينبغى التذكير فى هذه المناسبة أن هؤلاء كانوا أهم المشتركين فى جريدة الأهرام اليومية التى صدرت تحت اسم الصدى، وأن دار الجريدة بالإسكندرية كانت لا تزال حتى ذلك الوقت لصيقة بالبورصة!

فى الجانب الآخير فإن نجاح المحصول كان يؤدى إلى انتعاش ظاهر لموارد الحكومة من إيرادات النقل بالسكك الحديدية أو التصدير من الموانى أو أشكال الرسوم التى يسهل جبايتها من "مال الأرض"، فضلا على إيرادات الجمارك، فى وقت كانت خزينة الدولة فى مسيس الحاج إلى كل قرش.

***

بدت نذر الغائلة خلال الأسبوع الثانى من يوليو عام 1885 من الأخبار التى أخذت تتوالى من الأقاليم، خاصة من مديريتى المنوفية والغربية فى شكل شكاوى من "أصحاب الأطيان" عن انتشار الدودة، الأمر الذى دفع مكاتب الأهرام فى طنطا إلى زيارة بعض الحقول المجاورة للمدينة، وقدَّم شهادته التى جاء فيها "رأيت الدودة المذكورة تأكل أوراق شجرة القطن"!

وتزداد النذر قرب أواخر نفس الشهر وأن ثمة إجماعًا على أن الدودة منتشرة بكثرة لم يسبق لها مثيل "ومن ثم يرجح أن الأضرار الناجمة عنها عظيمة".

وفى تلك الظروف يقدم الأهرام تحقيقًا صحفيًا عن الخسائر التى سببتها دودة القطن خلال السنوات الخمس السابقة..

خلص هذا التحقيق إلى القول أن الدودة قد سببت خسائر وصلت إلى 2.5 مليون قنطار إبان تلك السنوات، وقد اعتمد فى هذا التقرير على كمية إنتاج عام 1879 - 1880 وكيف أنه كان مفروضًا أن تزيد كل عام بنسبة 4% تبعًا لزيادة مساحة الأراضى المزروعة، من ثم كان يقتضى أن يصل الإنتاج خلال تلك السنوات إلى 16.8 مليون قنطار إلا أنه لم يبلغ سوى 14.3 مليون.

وقد نبه التحقيق المذكور إلى أنه إذا كانت الخسارة قد وصلت إلى هذا الحد ولم تكن الهجمة بتلك الشراسة التى بدت بوادرها فى صيف عام 1885 فماذا سوف يكون الحال مع هذه الهجمة!؟

رغم ذلك فقد حاول الأهرام ألا يثير الذعر فى قلوب أصحاب الأطيان قبل الفلاحين، فالأخيرون لم يكونوا من قرائه، أو قراء غيره من الصحف!

سعى إلى ذلك من خلال جملة من الأخبار أرسلها مدير تحرير الصحيفة من العاصمة..

جاء فى خبر منها: شاع مؤخرًا "أن الدودوة قد ظهرت بكثرة فى أطيان الدومين فقابلت حضرة المستر روسل المدير الانكليزى لأسأله عن حقيقة الأمر فأخبرنى أنه ذهب بنفسه وتعهد أطيان تفاتيش كثيرة فتبين أن فى الإشاعة غلوًا إذ الدودة موجودة فى بعض الأطيان ولكن بقلة وضررها يكاد لا يُذكر!

ويقول نفس المصدر فى الخبر الآخر أنه قد التقى بكثيرين من عُمد المديريات وأرباب الزراعة الذين أجمعوا على أن الدودة رغم كثرتها فإنها لم تنزل ضررًا كبيرًا بالزراعات "وأن شدة الحر فى الأيام الاخيرة أماتت أغلبها ولو اشتد الحر أسبوعًا لأهلكها عن آخرها.. فحمدنا الله على ذلك وسألناه اللطف بعباده"!

بيد أن هذت التهوين لم يكن له مبرر فيما أخذ يتضح من الأخبار بعد ذلك...

لعل هذا ما دعا الأهرام إلى البحث عن متهم لبعض الوقت، ولعله أيضًا هو الذى دعا إلى إطلاق المناشدات للحكومة لوقت آخر، ثم لعله أخيرًا هو الذى دفعه إلى فتح صفحاته لكل المقترحات التى تقدم بها أناس مختلفون لمواجهة فيالق الدود، مما يشكل الصفحة الأولى من تاريخ البحث فى طرق مقاومة دودة القطن فى مصر.

فى جملة من الأخبار والتعليقات ألقت الصحيفة أولا مسئولية انتشار الدودة على الفلاح المصرى...

فى خبر 23 يونية 1885 يلقى مراسل الجريدة فى الغربية التبعة على "بعض أصاغر المزارعين الذين لم يتخذوا الوسائط الواقية لحفظ غرس أيديهم"!

فى خبر آخر نشرت اتهامًا لأصحاب المقتطف للفلاحين بسوء معتقداتهم حول الدود إلى حد أن بعضهم يعتقد أنه يقع من السماء "وهو وهم مضر جدًا لأنهم يمتنعون بذلك عن التفتيش على البيض"، وأنهم يقولون أن الدود متى كبر صام ومات فيتركونه وشأنه لكى يصير فراشًا ويزيد عددًا وفتكًا"!

وتبلغ حملة الاهرام أشدها على الفلاحين فى مقابل طويل، لمديره فى العدد الصادر يوم 12 يونيو عام 1886 أنهاه بقوله فيا أهل مصر "إنبذوا الكسل فإنه آفة العمل وإنما وجد المرء عاملا ليسعى فلا تدعوا واسطة إلا وتجربوها حتى تستظهروا على هذه الضربة وتمحوا جلها إن لم يكن كلها فيخفف الضرر عليكم وعن زرعكم وتكونوا فى عيشة راضية"!

بيد أنه لا يمضى وقت طويل على هذه الحملة إلا ويعترف الأهرام بأنه اتهامه للفلاح المصرى لم يقم على أساس..

ففى مقال عن استخدام بعض وسائل المقاومة تعترف الصحيفة أنه ليس هناك ما يوجب الظن بتهامل الفلاح وتكاسله عن العلاج وتدلل على ذلك بأن نفس النتائج المخيبة للآمال التى عانت منها أراضى الفلاحين الفقراء عانت منها أطيان كبار الملاك مع كل ما بذله الآخرون من جهد غير منكور فى محاولة إنقاذ محصولهم.

وفى مقال آخر تستنكر أن الفلاح صاحب الأراضى القليلة المتوقفة عليها معيشة يسمح ببوارها... أفبعد ذلك نقول أن الفلاح مهمل أرضه وأن الدودة مسببة عنه ودحض ذلك ظاهر للعيان"!

بعد إسقاط الاتهام عن الفلاح المصرى التفت الأهرام إلى "الحكومة السنية" التى اختلف موقفه حيالها، فإذا كان قد بدأ مع الفلاح بالاتهام وانتهى إلى التبرئة فقد بدأ مع الحكومة بالمناشدة وانتهى بالمطالبة!

جاء التحرك الحكومى الأول فى مستهل مايو عام 1885 على شكل منشور "نظارة الداخلية إلى حضرات المديرين والمحافظين فى جميع الأقاليم.. للتنبيه على الأهالى فى درء غوائل دودة القطن"!

بيد أنه مع زيادة الغوائل بدأت المناشدات...

إحدى تلك المناشدات كانت بمطالبة الحكومة بفحص الوسائط والطرق المؤدبة لملاشاة هذا العدو الألد واختيار أحسنها وأمر الفلاحين وأصحاب المزروعات باستعمالها.

مناشدة أخرى بالمطالبة بتأليف لجنة زراعية تنحصر مهمتها "فى السعى فى إبادة كل آفة تسطو على الزراعة".

جاءت استجابة حكومة نوبار لتلك المناشدات وغيرها مما صدر فى الصحف الأخرى محدودة، فكان كل ما فعلته أن بعث الرجل بتعليمات إلى نظارة الداخلية بإرسال المعاونين إلى الجهات التى تنتشر فيها الدودة تحث الأهالى على إعدامها.

لم يعجب ذلك الأهرام الذى تحول إلى مطالبة الحكومة بتعيين مبلغ من النقود ليصرف فى "درس مداواة هذه العلة قبل أن تتمكن من زراعات القطر فتفتك بها فتكًا ذريعًا، ولا مشاحة أو واجبات الحكومة من هذا القبيل إنما هى واجبات مقدسة"!

وكان هذا أقصى ما استطاع أن يصل إليه فى هذا الصدد، ويبدو أنه لم يرغب أن يذهب إلى أكثر من ذلك فى علاقته مع الحكومة النوبارية، أو أنه يئس من قدرتها على تلبية مطالبه فاتجه وجهة أخرى تشكل فصلا مهمًا فى تاريخ دفع غوائل الدودة!

***

انبرى كثيرون يطرحون الحلول لمواجهة الخطر المتنامى، وهى حلول امتلأت بها صفحات الأهرام، وتشكل فى تقديرنا ولى المحاولات المصرية لمواجهة العدو الشرس.

حكيمباشى صحة رشيد واسمه خالد شفيق كان صاحب الحل الأول وقدمه فى دراسة طويلة تحت عنوان "أفضل الوسائط لاستئصال دودة القطن الفراشية" نشرها الأهرام فى 11 يوليو 1885.

ومن بين وسائط متعدده قدمها الحكيمباشى شدد على "تنقية كامل الأوراق التى عليها بيض الدود وحرقها فهى الطريقة الفضلى لمحو آثار هذا الحيوان" أن تكون زراعة القطن فى خطوط متوالية لتسهيل تحريل الهواء تأسيسًا على فكرة أن "توالد وتكاثر هذه الحيوانات ينتج من رطوبة الأرض وتعفنها لانحجاب الشمس عنها"، وكانت مجرد بداية فى حملة طويلة.

بعد ذلك بعشرة أيام وتحت عنوان "دودة القطن" نشر شخص يدعى إبراهيم عبد المسيح مقالا آخر فتح الباب لمناقشات علمية واسعة حول أفضل الطرق للقضاء على الدودة.

لم يفصح الرجل عن كنيته وإن اتضح من كتاباته أنه ممن حظوا بقدر من التعليم وأنه يقدم اقتراحاته من خلال مراقبة طويلة لأطوار الدودة وعن معرفة بطبيعة المزروعات المحيطة.

المهم أن إبراهيم عبد المسيح قدم اقتراحات محددة وهى كما جاء فى مقاله:

"إن فى الأراضى عشبة تسمى بعرف العامة حشيشة الفلاية وهى ذات رائحة عطرية قوية ولكنها آفة قتالية للدودة". أما كيفية العلاج فهى: اقتلع كمية من هذه العشبة وضعها فى الحوض الذى تصب فيه المياه سواء كان بواسطة الآلات البخارية أو السواقى أو توضع فى أفواه التراكيب إذا كان يتم الرى بالرحاة والقصد من ذلك أن تمر المياه المياه قبل إطلاقها إلى الخطوط على هذه العشبة فيكون وراء ذلك أن الدودة متى اشتمت رائحتها يلازمها السكون والخمول ثم لا تلبث ن تسقط وتتلاشى تمامًا"!

وفى تلك الأثناء ومع زيادة الخطب ناشد الأهرام صاحبى مجلة المقتطف أن يدليا بدلوهما فى هذا الشأن. وقد صدرت المناشدة لما عرف عن المجلة وصاحبيها، صروف ونمر مكاريوس والتى كانت قد صدرت فى نفس العام من اهتمام بالعلوم.

وقبل مضى عشرين يومًا من المناشدة كان رد الرجلين قد وصل إلى "أعز من طلب" على حد تعبير الرسالة...

وبعد توصيف علمى طويل لطبيعة الدودة وعن التجارب التى أجرياها للتخلص منها قدما اقتراحين محددين للإضعاف من غوائلها...

الاقتراح الأول: "أن تترك العصافير لتأكل منه ما شاءت ويمنع الناس عن صيدها منعًا باتًا. وأن لا يحتال على قتل الفراش بالنار لئلا يقع كثير من الفراش النمسى فيها فإن هذا الفراش آفة دودة القطن يضع بيضة فى بدنها فيهلكها"!

الاقتراح الثانى: بخلط اللبن المحمص أو المش بزيت الجاز وإضافة الماء إليه وبعد مزجها جيدًا "تصب على الدودة فيموت بعد مدة وجيزة صغيرة وكبيرة"!

ويبدو أن الاحتفاء الظاهر من جانب الأهرام باقتراحات "منشئ المقتطف" قد استفز صاحبنا إبراهيم عبد المسيح الذى رأى فيه إهمالا لاقتراحه الخاص باستخدام "حشيشة الفلاية".

دفعه ذلك إلى أن يبعث برسالة أخرى يذكر فيها أن باقتراحه لم يطلب "عليه عوضًا بل أسأل تجربة خدمة للزراعة"، وأنه عندما يرد الآن فإنه يراعى "جانب الإفادة لا جانب المساجلة" غير أنه فى كل ما جاء فى هذا الرد كان فى الجانب الأخير... جانب المساجلة.

فقد سخر الرجل من فكرة مزج الجاز باللبن المحمض أو المش وتساءل فى استنكار أنه حتى لو أمكن استحضار كميات الجاز المطلوبة فهل يمكن الاستحصال على الكمية المطلوبة من اللبن والمش التى تكفى لزراعة القطن بأكملها"!؟

من ناحية أخرى قارن إبراهيم عبد المسيح بين اقتراحه العملى غير المكلف واقتراح صاحبى المقتطف، وأكد أن المادة الزيتية الطيارة فى حشيشة الفلاية عندما تشمها "الدودة فتموت لا محالة".

وخلص إلى التأكيد بأن اقتراحه هو "العلاج الناجح فى رد" هذه الآفة فأرجو استعمالها والمثابرة عليها"!

وإلى جانب هذه المساجلة التى نراها أهم ما نشر فى الأهرام خلال تلك الغائلة فقد جرت مداخلات عديدة أخرى...

مداخلة من جانب مكاتب الأهرام فى القليوبية الذى لاحظ أن انتشار الآفة فى الأراضى التى تروى بالسواقى أقل منه فى الأراضى التى تروى من الترع مباشرة، وعزا ذلك إلى أن مياه السواقى تتوفر فيها نسبة من الأملاح الجيرية.

خلص من ذلك إلى النصح برش كمية من الجير على الأرض المنزرعة قبل ريها بيوم واحد "وتطلق المياه عليها فتشرب الجير المذكور وتتلف الدود من الملوحة التى تحصل من هذا الامتزاج"!

مداخلة ثانية من جانب من أسمى نفسه "أحد الخبيرين"، والذى نصح بمنع المياه عن الزراعة قطعيًا حتى يلغ العطش منتهاه وعندئذ تكون الدودة ضعيفة فتنزل على الأرض لتستظل بظل الأشجار.

ينصح الخبير الفلاح بأن يبادر "وقتئذ بإطلاق المياه فتتدفق على الدودة وتكنسها وتلقى بها فى الشقوق وتلوثها بالطين وتشتد عليها حرارة بخار الشراقى فتموت ويطهر الزرع منها"!

المداخلة الثالثة جاءت من مدير دائرة طوسون باشا يبشر فيها بأن يونانيًا من "أصحاب الاملاك بجهة دمنهور" هو تمبستوكلس مينوتو قد عثر على واسطة مفيدة لإعدام تلك الآفة، وأنه شخصيًا قد توجه إلى أطيانه فشاهد فيها "حقولا قد فتكت بها الدودة أخذ النبات فيها النشاط والنماء والخصب" بيد أن مدير دائرة طوسون باشا لم يفصح عن الطريقة سريعة الفعل التى تميت الدودة فى 24 أو 48 ساعة على الأكثر التى اكتشفها المسيو مينوتو، واكتفى بتهنئته.

آخر هذه المداخلات جاءت على شكل "كراسة تشتمل على بحث مفيد فى دودة القطن وعلاجها" وقد ذكر الأهرام أنه قام بترجمتها مما يدل على أنها كانت بلغة أجنبية، وكانت المداخلة الوحيدة التى دعت إلى اتسخدام السموم السائلة والمسحوفة فى إتلاف الدودة، وأشارت إلى نوعين منها أحدهما إنجليزى والآخر فرنسى وأوصت بالأول!

بيد أنه ومع كل ذلك يعترف الأهرام فى 26 يوليو عام 1886 "بانقطع الرجاء من كل ما وصفه الكتاب وأصحاب الجرائد العربية والأفرنجية من الأدوية والعلاجات فضلا عما يفعله أصحاب الزراعة أنفسهم مثل رش الجير والغاز والكبريت وحشيشة لفلاية إلى غير ذلك من التجارب "لم تنجح بل لم تزل الحالة فى ازدياد"!

وكان آخر ما دعت إليه الصحيفة فى مواجهة الهجمة الأولى من هجمات دودة القطن أن تخصص الحكومة جائزة لمن يستنبط علاجًا للداء مثل مال أو امتياز أو رتبة أو غير ذلك وهى دعوة لم تستجب لها حكومة نوبار باشا، وكان على المصريين الصبر حتى تنزاح الغمة وتنحسر الموجة الأولى من موجات "غوائل الدودة"، وأن لم تكن الموجة الأخيرة بالطبع.


صورة من المقال: