المقابلات السنية
بقلم: د. يونان لبيب رزقنشر فى الأهرام الخميس 24 فبراير 1994م - 14 رمضان 1414هـ
بينما شهد عصر إسماعيل (1863 - 1879) إرساء تقاليد البلاط المصرى فإن عصر توفيق (1879 - 1892) قد عرف استقرار تلك التقاليد..
ينم عن ذلك متابعة الاستقبالات الخديوية أو ما كان يعرف بلغة العصر "المقابلات السنية" التي لم يكد يخلو عدد من الأهرام من أخبارها.. وكانت أخباراً حافلة وموحية.
كان أول ما فعله توفيق بعد ولايته للعرش بفترة قصيرة أن أصدر أمراً خاصاً بضم جملة "السرايات" التي كان قد تم بناؤها في عصر الخديو إسماعيل، ورغم ما بدا في هذا الأمر من عقوق تجاه والده المخلوع فانه كان من بين أشياء أخرى صنعت "استقرار التقاليد".
جاء في هذا الأمر: "تبين من حسابات نظارة المالية من الدفاتر الخاصة أن العقارات والسرايات وملحقاتها.. صار بناء بعضها وشراء البعض الآخر بأموال الحكومة، وأنها لازمة للمصالح العمومية أو لإقامة خديو مصر وأنها كانت لغاية الآن مخصصة لما ذكر، وحيث أن العقارات المذكورة لا يصح بناء على ذلك أن تكون ملكاً لأحد من الناس، وإن كان قد تحرر بها حجج بأسماء بعض أعضاء عائلتنا، فبعد الوقوف على ما أبداه مجلس نظارنا نأمر: بأن جميع العقارات والسرايات ومحلقاتها الآتى بيانها قد صار ملكاً للحكومة وألحقت بالأملاك الأميرية".
كان من بين هذه العقارات سرايات عابدين والاسماعيلية والقصر العالى بالقاهرة، والرمل بالإسكندرية، ودفينة بالمنصورة، وسراى المنيا، وقد نجح توفيق من خلال هذا الأمر في منع أبيه من التصرف في تلك السرايات بعد أن تواترت الأخبار عن نية الخديو المخلوع على بيعها!
من بين تلك السرايات اختار توفيق أن يقيم في سراى الإسماعيلية وأن يجرى "مقابلاته السنية" في سراى عابدين إذا كان مقيماً في القاهرة، وفى سراى رأس التين عندما ينتقل إلى الإسكندرية في فصل الصيف.
تتأكد إقامة الخديو في سراى الإسماعيلية من جملة الأخبار التي كان الأهرام حريصاً على تقديمها حول تنقلاته نسوق بعضها هنا..
في خبر نشرته الصحيفة يوم 3 مارس عام 1883 جاء "قضى الجناب العالى صلاة الجمعة في الإسماعيلية إذ لم يمكنه الزكان من الخروج من مقامه السامى" يتبعه بخبر في اليوم التالى مؤداه: "لم يبارح الجناب العالى اليوم سراى الإسماعيلية بسبب الزكام".. يتلوه خبر بد ذلك بأقل من عشرة أيام جاء فيه: "لم تبارح الحضرة الخديوية سراى الإسماعيلية لشدة العواصف والغبار"!
بيد أن ذلك لم يؤد إلى الامتناع تماماً عن عقد المقابلات السنية في الإسماعيلية، فبعض المقابلات ذات الطبيعة الشخصية، أو الأقل رسمية كانت تتم أحياناً في تلك السراى..
من أطراف أخبار تلك المقابلات التي حفظها لنا الأهرام استقبال الخديو لأخويه اللذين كانا في صحبة أبيهما في منفاه واللذين عادا إل مصر بعد نحو خمس سنوات من مغادرتهما لها، كان مما جاء في هذا الخبر:
"بعد وصول القطار وتأدية السلام ركبا العربة وسارا تواً إلى سراى الإسماعيلية فاستقبلهما الجناب العالى وأمر أن يذبح أمام السراى فحلان من الجاموس وقد لبثا بحضرته برهة فقدما تشكراتهما لسموه وهنأهما بسلامة الوصول ومن ثم خرجا فسارا في زيارة صاحبتى العصمة والدولة والدة خديوى وحرم خديوى ومن الإسماعيلية توجها رأساً إلى سراى القصر العالى لزيارة عصمتلوا جدة خديو فذبحت أربعة فحول من الجاموس وكان هناك حضرات البرنسيسات شقائقهما فقاما بفروض السلام".
***
لعل مناسبات قبول أوراق اعتماد الممثلين الأجانب في مصر كانت أكثر المقابلات السنية بروتوكولية، الأمر الذى يضعها في مكانة خاصة في هذه المقابلات.وقبل مطالعة الوصف التفصيلى لبعض تلك المقابلات ينبغي التنويه إلى أن مصر قد نجحت من خلال صراعها مع الدولة العثمانية أن تتجاوز وضعها القانوني بصفتها ولاية في تلك الدولة لا يجوز لها أن تستقبل ممثلين سياسيين، فأصبح لها وزارة للخارجية منذ عام 1826 تحت اسم "ديوان التجارة والأمور الإفرنكية"، وأصبح لممثلى الدول بها صفة سياسية وأن يستمروا بلقب "قنصل جنرال ووكيل سياسى".
ويرصد الأهرام خلال عام 1883 ثلاثة احتفالات جربت في سراى عابدين لتسليم أوراق اعتماد ثلاثة من ممثلي الدول..
كان أولهم "قنصل جنرال جلالة شاه ايران المعظم" الذى استقبله الخديو "محفوفاً برجال الوزارة يتقدمهم شريف باشا وبرجال المعية السنية وكلهم بالملابس الرسمية والنياشين الفاخرة، والذى وصل بعربة التشريفات يجرها أربعة من جياد الخيل فاستقبله رجال السراى وأتوا به إلى القاعة الخديوية فتلا كتاب جلالة ملكة المعلن عن تعيينه قنصلاً جنرالاً لدى الحكومة المصرية فأجابه سمو الخديو بجواب أوضح فيه تشكره لدولة الشاه" وينتهى الاحتفال بإطلاق المدافع من القلعة وبإهداء الخديو للقنصل الايرانى "سيفاً ثميناً"!
كان ثانيهم الهرديرنتال قنصل ألمانيا الجنرال الجديد وقد نشر الأهرام في هذه المناسبة الخطابين المتبادلين، وقد أعرب القنصل الألماني في خطابه أن مأموريته "توثيق العلائق الودية وتأييد المصالح المشتركة بين مصر وألمانيا"، ورد عليه الخديو بالتعهد "بتسهيل وسائل إتمام مأموريتكم وأرجوكم أن تنقلوا ذلك إلى حكومة جلالة الامبراطور مع عبارات تشكراتى الوقارية"(!)، ونظن أن مضمون هذه العبارات مازال سائداً في مثل تلك المناسبات حتى يومنا هذا!، ويلاحظ ان الخديو لم يكتف هذه المرة بإهداء القنصل الألماني "السيف الثمين" بل أضاف إليه "جواداً كريماً"!
ثالثهم "جناب قنصل أوستريا (النمسا) الجنرال ووكيلها السياسى الجديد"، الذى قدم إلى الخديو "التحارير التي تعينه بهذه الوظيفة" والذى حظى فوق ما حظى به سابقوه بإقامة "وليمة في سراى عابدين" بعد تقديم "تحاريره" بأسبوع، حضرها كبار رجال الدولة و"نخبة أعيان التبعة النمسوية"!
***
يلى ذلك في لقاءات سيد قصر عابدين تلك التي كان يعقدها بشكل منتظم مع ممثلي سلطات الاحتلال، وقد شهدت الأعوام التي أعقبت احتلال بريطانيا لمصر تعدد هؤلاء الممثلين.. قائد الحامية البريطانية في مصر، القائد الانجليزى، ايفيلين وود، الذى أسندت إليه مهمة إعادة تشكيل الجيش المصرى، والقنصل العام البريطاني في القاهرة، وإدوارد ماليت الذى أعقبه عام 1883 السير ايفلين بارنج، غير أن الأهم من كل هؤلاء كان اللورد دوفرين السفير البريطاني في استنبول الذى أرسل إلى القاهرة على رأس لجنة لإعادة تنظيم الحكومة المصرية، وقد تبدت أهميته من المساحة التي احتلها في "المقابلات السنية"!ففضلاً عن تردده شبه المستمر على عابدين كان أي من تحركاته يقدم مناسبة لمقابلة سنية، فعندما "تقرر سفر حضرته وعائلته إلى الصعيد"، يقابل توفيق الذى عين له "وابور الحضرة الخديوية فيروز لخدمته وسوف ينتظره في أسيوط".
وعندما ينوى السفر نهائياً من مصر بعد أن أنجز مهمته يقيم له الخديو في سراى عابدين "وليمة فاخرة حضرها نحو 60 زائراً، ويصف مدير تحرير الأهرام المائدة فيقول أنها "كانت ملكية تعلوها أكاليل الزهور وتتخللها طيبات الأشكال"، ثم يعرج إلى الحفل فيتحدث عن فرقة الموسيقى التي ضربت السلام الخديو والسلام الملكى وأن الحفل لم ينته قبل منتصف الليل سار بعده "سموه بموكبه الحافل إلى سراى الإسماعيلية".
ولا تنتهى المناسبة إلا بعد أن تذهب "الحضرة الخديوية بموكبها الحافل" إلى الدار التي كان يقيم فيها دوفرين لوداعه قبيل الرحيل.
***
حظى كبار الموظفين بالمكانة الثالثة في المقابلات السنية من الواجهة الاحتفائية إلا أنهم كانوا أصحاب المكانة الأولى من وجهة تكرر المقابلات الخديوية لشخوصعم، فلم يكد يمضى يوماً دون أن يلتقى توفيق بأحد من هؤلاء.ولم يكن يمنع الخديوى من عقد تلك المقابلات أية ظروف حتى لو بدت اضطرارية فيما يكشف الأهرام في عدد من أخباره منها هذا الخبر الذى ورد في العدد الصادر يوم 29 يناير عام 1883 وقد جاء فيه: "اختلى بسمو الخديو صباح اليوم سعادة حيدر باشا (وزير المالية) وفخرى باشا (وزير الحقانية) وتداولوا في بعض المسائل الراهنة ولم يقابل جنابه العالى غيرهما بسبب انحراف مزاجه المنيف أيده الله وعافاه!
وتكشف تلك المقابلات عن خطأ الصورة التي شاعت عن توفيق.. صورة الحاكم الضعيف، فالواضح أن الرجل كان حريصاً على أن يمسك بيديه سائر مقاليد الحكم على مستوى الحكومة المصرية.
ينم عن ذلك أنه بالرغم مما تقرر في المرسوم الصادر في أغسطس عام 1878 بتكوين "هيئة النظارة المصرية" من حيث إقرار مبدأى المسئولية والتضامن الوزاريين، بكل ما يعنيانه من استقلالية، فإن المقابلات السنية تشير إلى اسمية تلك الاستقلالية!
تسجل تلك المقابلات في أكثر من مناسبة أن "مجلس الوزراء" كثيراً ما كان ينعقد في عابدين تحت رئاسة "سمو الخديوى" وأنه لدى وجود هذا الأخير في الإسكندرية كان يتم انعقاد المجلس تحت رئاسته أيضاً في سراى رأس التين.
تسجل أيضاً وبصفة شبه يومية استقبال الخديو لبعض الوزراء في عابدين أو حتى في الإسماعيلية لعض بعض الأمور العاجلة عليه ولم نر ما يشير إلى امتعاض رئيس الوزراء، حتى لو كان بحجم شريف باشا، من عقد مثل تلك اللقاءات وعلى هذا النحو المنتظم!
ولم تقتصر إدارة الخديو للشئون المصرية على الاتصال بالوزراء بل امتدت لآخرين من كبار رجال الإدارة، خاصة من الموظفين الأجانب، ومن مديرى المديريات، وكان الأهرام ينهى أخباره بالنسبة للقاءات مع الأخيرين بأن سموه "ألقى عليهم توصياته" أي توجيهاته بلغة العصر!
لعل ذلك ما دعا الأهرام إلى أن يعلق على تلك النوعية من "المقابلات السنية" في أحد أعداده بقوله: "لا تبرح الحضرة الخديوية أيدها الله ترى وتتفحص بنفسها جميع المسائل المهمة وتتفاوض فيها مع رجالها الكران.. ومن تبصر وسبر غور البحث علم علم اليقين أن سمو أميرنا يحل معضلاتنا بباهر حكمته وسمو مداركه على ما يناسب مصلحة البلاد والأهلين"!
***
الاحتفالات بالمناسبات الخديوية والدينية شغلت بدورها حيزاً هاماً من المقابلات السنية..بالنسبة للنوع الأول من الاحتفالات كان هناك الاحتفال بيوم ميلاد الخديو ثم الاحتفال بعيد جلوسه وأخيراً الاحتفال بيوم انتقاله من العاصمة إلى الإسكندرية مع مطلع كل صيف: "وفقاً للتاريخ الهجرى، وفى يوم 10 رجب من كل عام وهو اليوم الذى بزغ غيه في سماء الوجود طالع سمو الخديو توفيق عزيز مصر المعظم"، كان يقام أكبر الاحتفالات الخديوية.
يصف الأهرام ما جرى في يوم 17 مايو عام 1883 فيشير أولاً إلى "الصواوين العديدة التي جللتها الأنوار وكللتها أنواع الزهور والتي أقيمت في ميدان الإسماعيلية"، ينتقل بعد ذلك إلى وصف الموائد الكثيرة التي جلس عليه "المدعوون مئات مئات يأكلون مريئاً ويشربون هنيئاً، ليتبعها المنشدون الذين شنقوا الأسماع بتلاوة الآيات الشريفة والأذكار التي قدمها كبار منشدى العصر من أمثال الشيخ خليل محرم والشيخ يوسف والشيخ الشنتوى، والذين استمروا حتى منتصف الليل".
يندرج تحت نفس النوع: الاحتفالات الخديوية، لاحتفال بعيد الجلوس، والذى يلاحظ أن قواعد المراسم قد روعيت فيه أكثر من عيد الميلاد..
نخرج بذلك من قراءة ما جاء في الأهرام عن هذه المناسبة تحت عنوان "عيد الجلوس المانوس"!
جاء في العدد الصادر يوم 25 يونيه 1883، وفى صدر الصفحة الأولى "إعلان من التشريفات الخديوية" عن رسم تبريك يوم جلوس الجناب العالى الخديوى وأنها ستتم في سراى رأس التين بدءاً منا لساعة الخامسة بعد الظهر لكتابة الاسم "بالدفتر الموجود بقلم التشريفات" على أن يكون الحضور "بكسوة التشريفة والنيشانات العسكرية والملكية".
نظم هذا الإعلان ترتيب الحضور فبدأ بالعلماء الأعلام، يليهم المأمورون الملكيون والذوات وضباط العسكرية والبحرية، ويأتي بعد ذلك حضرات النظار فسعادة البرنسات ثم حضرات مأمورى صندوق الدين والدومين يعقبهم الرؤساء الروحانيون فالقناصل فالتجار الأورباويون والوطنيون، وفى الخبر الذى ساقه الأهرام في اليوم التالى عن الاحتفال "بعيد الجلوس المانوس" يلاحظ القارئ التنفيذ الدقيق الذى جاء في اعلان التشريفات الخديوية، وأن الخديوى "كان يقابل الجميع بما فطر عليه من الأنس واللطف".
يبقى أخيراً هذا الاحتفال الخاص الذى كان يقم بمناسبة انتقال مقر "المقابلات السنية" من القاهرة إلى الإسكندرية في مطلع كل صيف.
كان الاحتفال المذكور يبدأ بامتداد الطريق من سراى الإسماعيلية حتى ساعة المحطة حيث يصطف العدد العديد من البوليس الفوارس والمشاة على جانبي الطريق، وفى تلك الساحة تصطف فرقة من العساكر الإنجليزية.
وما أن يصل الخديو حتى تعزف الموسيقى بالسلام الخديوى ويهلل الجميع مرددين أصوات الدعاء(!) ويستقل بعد ذلك قطاره الخاص يصحبه "حضرات النظار ورجال المعية السنية الفخام"، وما أن يصل للإسكندرية حتى يجد فى انتظاره احتفالاً على نفس النسق!
النوع الثانى خاص بالاحتفالات الدينية، فقد كان الخديو حريصاً غاية الحرص عل عقد احتفال بمناسبة المولد النبوى وعلى حضور ختام ليالى الاحتفال بمولد "سيدنا الحسين" مما سجله الأهرام.
بالنسبة للاحتفال بالمولد النبوى تشير الجريدة إلى مئات الصواوين التي كان يقيمها ثراة المصريين بهذه المناسبة وأن الخديو كان يبدأ ليلته بزيارة "صيوان الحسيب النسيب السيد البكرى"، ثم ينهيها بالانتقال إلى "صيوانه الكريم" حيث يجتمع كبار رجال الدولة للإصغاء "للأذكار النبوية والأناشيد الشعرية".
في الليلة الختامية لمولد "سيدنا الحسين كان توفيق يخرج لزيارة الجامع في "موكب منيف"، ونترك للأهرام وصف ما كان يجرى بعد ذلك.. يقول: "ولدى وصول جنابه العالى إلى شارع المسجد نزل من المركبة ومشى وكانت السكة يغطيها شال كشمير الغالى الثمن والجمع الجفير على الجانبين يتيمن بالطالع التوفيق.. ثم دخل الجامع فزار وخرج يتبعه العدد العديد من كبار القوم وبعد أن تجول هناك قليلاً ركب العربة وسار بشارع السكة الجديدة فالغورية فالسكرية فقصبة رضوان فالسروجية لشارع محمد على حتى دخل بالعز والاقبال إلى سراى الإسماعيلية"!
***
حالات الضرورة القصوى وحدها كانت توقف "المقابلات السنية"، وعلى امتداد السنوات التالية للاحتلال البريطاني لم تفرض احدى تلك الحالات نفسها كما حدث إبان انتشاء وباء الكوليرا خلال صيف عام 1883.ويمكن الخروج من قراءة الأهرام خلال تلك الشهور بما يشبه الرواية الكوميدية بين رغبة الخديو في التظاهر بأن كل شيء على ما يرام وأن "المقابلات السنية" تتم في مواعيدها(!).
ينشر الأهرام يوم 26 يوليو خبراً جاء فيه: "الجناب العالى الخديوى لا يقابل في هذا النهار لاحتياج مزاجه الشريف للراحة بعد مشقة السفر"، فقد عاد توفيق فجأة، وفى عز الصيف من الإسكندرية دونما أي احتفال بعد أن وصلها الوباء.
ويأتي عيد الفطر فتذيع التشريفات بياناً بأن الأحوال قد دعت "الجناب الخديوى المعظم ألا يقابل أحد للمعايدة هذا العام اشتغالاً بالأنفع وتقديمها للأهرم على المهم"(!)، والأهم طبعاً صحة الرجل.
ويشير الأهرام في هذه المناسبة إلى أن امتناع الخديو عن استقبال الزائرين دعا ذوات القطر وأعيانه إلى إرسال البرقيات التي وردت من كل جهات القطر "حاملة فرائض التهانى ورسوم المعايدة".
حتى الاحتفال بالمحمل النبوى أناب توفيق رئيس النظار ليقوم مقامه ويقول الأهرام أن زمام المحمل الشريف قدم "لدولته بكل وقار".
ولم تعد المقابلات السنية الى عادتها إلا في أوائل شهر سبتمبر وبعد أن تأكد أن الوباء قد انزاح تماماً، عندئذ فقط أصدرت التشريفات الخديوية إعلاناً نشره الأهرام وجاء فيه "يكون حضور الوافدين للتشرف بمقابلة سموه يوم السبت الواقع في 15 الجارى من الساعة الثانية العربية إلى الساعة الخامسة من النهار.
وقد أنهى هذا الإعلان فترة استثنائية في تاريخ المقابلات السنية لم تعرفها تلك المقابلات إلا لماماً، والتي استمرت تشكل إحدى المهام الأساسية للجالس على كرسى الحكم في مصر المحروسة.
صورة من المقال: