ads

Bookmark and Share

الخميس، 15 مارس 2018

007 إعلانات أول زمن

إعلانات أول زمن
بقلم: د. يونان لبيب رزق
نشر فى الأهرام الخميس 26 أغسطس 1993م - 8 ربيع أول 1414هـ
(ملحوظة: تمت إضافة المراجع وإضافات من الكتاب)

رغم محدودية المساحة التي احتلتها "الإعلانات" في أهرام السنوات الأولى من صدوره.. سبعينات القرن الماضى، أو على الأقل الأهرام في مرحلة صدوره الأسبوعى (1876 - 1880).. رغم هذه المحدودية فإنها تكشف الكثير عن العالم الذى كان يصدر فيه، ولم يكن عالماً فسيحاً!
فالأهرام الأسبوعى تأثر كثيراً، في المساحة الإعلانية على وجه الخصوص، بنشأته السكندرية، بكل معطيات بيئة ميناء مصر الأول، وكانت بيئة تموج بأسباب التغيير، وبعناصر الصراع التي تصنع هذا التغيير، والتي انعكست بشكل واضح على طبيعة إعلانات أول زمن!
بيئة الإسكندرية تميزت بقدر كبير من التنوع.. مصريون سواء من أبناء المدينة أو من أولئك الذين وفدوا إليها من شتى أنحاء البلاد خاصة بعد حفر ترعة المحمودية وانتقال تجارة غرب الدلتا من رشيد إلى الاسكنرية.. وأوربيون، من شعوب البحر المتوسط أولاً: يونانيون وايطاليون وفرنسيون ومالطيون وقبارصة، ثم من سائر أنحاء أوربا خاصة من الانجليز والنمسويين والروس.. ثم أخيراً من سائر الأقطار العثمانية. خاصة من الأرمن والشوام.
ووسط هؤلاء احتل الأخيرون - الشوام - مكانة خاصة..
فهم لم يكون ضمن المصريين الذين بقوا يعيشون حياة اجتماعية قريبة من تلك التي عاشها أسلافهم، في طوائف حرفية لم تكن قد انقرضت بعد رغم انتشار العلاقات الرأسمالية، خاصة بعد سقوط نظام الاحتكار في عهد عباس، فضلاً عن نمط حياة اجتماعية لم يكن قد وضع بعد تحت المؤثرات الأوربية.
وهم لم يكونوا كذلك ضمن العناصر العثمانية ممن استمر اختلاف اللغة يصنع حاجزاً بينهم، ونعنى هنا بالذات الأرمن، كانو ضمن هذه العناصر حقيقة، ولكنهم كانوا شيئاً متميزاً..
فهم من خلال احتكاكهم الواسع بالمجتمع الأوربي، وهم من خلال عثمانيتهم وعروبتهم، كان في إمكانهم أن يلعبوا دور الجسر السياسى والثقافى والاقتصادي بين أوربا ومصر، وهو ما نمت عنه إعلانات الأهرام خلال سنيه الأولى.
احتل "أصحاب المهن الحرة" مكانة خاصة في "إعلانات أول زمن" وكان وراء ذلك أسباب عديدة ربما يكون أهمها أن المصريين الذين نالوا قدراً من التعليم يؤهلهم بالاشتغال في هذه المهن قد عزفوا عن ذلك وآثروا "الميرى" وتركوا الميدان فسيحاً لغيرهم.. للأوربيين والشوام الذين احتدم الصراع بينهم، وكان "الإعلان" ميداناً لهذا الصراع، كما كان في نفس الوقت وسيلة لتعريف الجمهور بطبيعة أعمال هؤلاء..
بتسمية العصر يقدم الحكماء أي الأطباء، والأفوكاتية أي المحامين، نموذجاً على ما كانت تموج به الحياة في مصر، وفى الإسكندرية على وجه الخصوص.
ونبدأ بالأطباء ونقدم نموذجاً على الصراع ذلك الإعلان الذى جاء في الأهرام الصادر ف 24 فبراير 1877.. قال بالنص..
إعلان
"أعلن اننى بعد أن صرفت مدة طويلة بمطالعة حكمة الأسنان في مدرسة برلين المشهورة ونلت الشهادة الديبلوماسية المعلنة باتقانى ذلك حق الاتقان مع كل ما يتعلق به من الأصول والفروع تهيأت للعمل بما تعلمت وبحوله تعالى نجحت أتم النجاح والآن قد حضرت إلى مصر قاطناً لأشتغل بالمعاجلة في ما يكون من متعلقات هذه الأمراض كيف كانت مؤملاً بمعونته تعالى أن أنال ثقة الجمهور وبناء على ذلك استقبل - كل من يريد تشريفى إلى منزلى الكائن في (أوتيل) أوريك أمام بيت فوتيادس بقرب الضبطية القديمة واستعد أيضاً لإجابة من يطلبنى إلى منزله وكل ذلك بالأجرة المتعادلة وفوق هذا لا أتأخر عن إجابة من يطلبنى إلى الخارج سواء كان للأرياف أو للإسكندرية بأجرة متوازية توافق الطرفين وقد خصصت وقتاً يومياً من الساعة 8 إلى 9 أفرنجية قبل قبل الظهر لمعالجة الفقراء مجاناً
إبراهيم صوصة - حكيم أسنان
والواضح من الاسم أن الرجل من الشوام وأنه لم يكن من سكان مصر فقد حضر إليها "قاطناً على حد تعبير الإعلان.
الأهم من الإعلان تعليق الأهرام عليه، والذى جاء فيه:
"يسرنا جداً أن نرى أحد أبنائنا العربيين صرف عدة من السنين في مدرسة شهيرة نظير مدرسة برلين ونال الشهادة المعتبرة في ما يطالعه ولكن يسوؤنا جداً أن لا نرى لبضاعته رواجاً بدعوى أنها عربيه مع انه ممن نبغوا بهذا الفن وله فيه آثار تذكر فالمأمول من أهالى مصر الكرام أن يثقوا به فيروا من أفعاله ما يطيب"!
ويشى هذا التعقيب بحقيقة أن الأطباء، كانوا، خاصة في الإسكندرية، من الأوربيين، وأن الذين نافسوا هؤلاء، خاصة في مجال فتح العيادات، كانوا من الشوام ولم يكن الأوائل في حاجة للإعلان عن أنفسهم، سواء بسبب إن الأوربيين، الذين يرتفع عندهم الوعى الصحى، يقصدونهم دون سواهم، أو أن غير الأوربيين، خاصة من المصريين الذين تخلوا عن طب العطار وقصدوا الأطباء، ولو في حالات الضرورة القصوى، انما كانوا يذهبون إلى الأطباء الأوربيين بحكم ما يحظى به هؤلاء من ثقة.
وفى المقابل فقد كان الأطباء الشوام في حاجة إلى ذلك، وهم في هذا السبيل لجأوا إلى صفحات الأهرام، حيث تكررت إعلاناتهم، هذا من جانب، وحيث سعوا إلى اغراء المرضى على الاقبال عليهم بالتنويه باستعدادهم بمعالجة الفقراء مجاناً من جانب آخر.
حدث هذا بالنسبة لإعلان صوصة كما حدث بالنسبة لإعلان آخرين كان أهمهم سليم داود قنواتى، الشامى أيضاً، والذى كرر نشر إعلانه أكثر من مرة والذى جاء فيه:
"اننى بحوله تعالى قد نلت الشهادة الطبية الديبلوماتية من مدرسة الطب بالقصر العينى، وحضرت إلى هنا.. وقد خصصت وقتاً يومياً من الساعة 3 افرنجية بعد الظهر لغاية الساعة 5 لمعالجة الفقراء عن الأمراض الباطنية والخارجية مجاناً"!
جاءت إعلانات المحامين (الأفوكاتية) بعد إعلانات الأطباء، وكان هناك من الأسباب ما يدعو إلى نشأة هذه المهنة في الإسكندرية، وفى عام صدور الأهرام بالذات.
ففي ذلك العام، وفى أول يناير 1876 على وجه التحديد، افتتح رياض باشا ناظر الحقانية (العدل) أول محكمة مختلطة تنشأ بمصر في "سراى الحقانية" بالإسكندرية، وهى المحكمة التي بدأت تعقد جلساتها بدءاً من الشهر التالى.
ويرتبط ظهور مهنة الأفوكاتية بإنشاء هذه المحاكم، فبعد أن كان من يقوم مقام المتخاصمين أمام المحاكم من قبل يوصفون "بالوكلاء" الذين لم يكن يشترط فيهم شروط خاصة فإن لائحة المحاكم الجديدة اشترطت شروطاً محددة على المترافعين أمامها أهمها "أن يكون حائزاً الشهادة الدالة على كونه أفوكاتياً"!
وكان من الطبيعى نتيجة لارتباط نشأة المهنة الجديدة بالمحاكم المختلطة أن يكون أول من يمتهنونها من الأجانب مما يشى به أول إعلان صدر في الأهرام، وهو الإعلان الذى صدر في أول أعداد الصحيفة وجاء فيه:
"انه قد فتح محل جديد في ثغر الإسكندرية باسم دوفنسيكة بيمونتيل الأبوكاتو وهو مستعد لأن يحامى عن كل الدعاوى التي يوكل بها سواء كانت في المجال العربية أو الافرنجية فمن يرغب تويله في دعواه فليشرف محله الكائن أمام البوستة الإيتاليانية نمرة 22 في وكالة أحمد باشا. أما الدعاوى التي للفقراء فيقبل المحاماة عنها مجاناً"!
ويلاحظ، بالنسبة للأفوكاتية أيضاً، أنهم في سعيهم لاجتذاب الزبائن لهذه المهنة الجديدة، فإنهم لا يرون ما يمنع الاستعداد بقبول بعض القضايا دون مقابل.
ارتبط بهذه المهنة مهنة أخرى هي مهنة المترجمين الذين يقومون بترجمة "الأوراق الشرعية"، وهى مهنة احتلت الإعلانات عنها مكاناً كبيراً في الأهرام حتى أن اعلاناً منها ظل يصدر في الأهرام خلال العام الأول وبشكل منتظم..
الإعلان عن مكتب "للترجمة من اللغات الفرنساوية والايتاليانية والإنكليزية إلى العربية ومن هذه إلى الفرنساوية".
ويبدى صاحبا المكتب استعدادهما "لخدمة الأشخاص الذين لهم أو عليهم دعاوى وليس عندهم وقت كاف لمعاطاتها سواء كانوا في هذه المدينة أو في الأرياف أو في الخارج وجمعية بالأجرة الخفيفة"!
وتدل أسماء هذين، إبراهيم عرب وحنين خورى، أنهما من الشوام أيضاً.
الترويج للسلع الأوروبية كان المجال الآخر من مجالات "إعلانات أول زمن" في الأهرام. وبالطبع لم يكن مقصوداً الترويج لتلك السلع بين الأوروبيين القاطنين في الإسكندرية فإن هؤلاء لم يكونوا يقرأون الصحف العربية، كان المقصود بالأساس المصريين أو العرب خاصة أبناء الشام..
بعض هذه السلع كان غذائياً، والتي أحيطت بهالة من الدعاية كانت رغم مبالغاتها مقبولة بمنطق العصر، ونختار من تلك الإعلانات إعلانين..
الإعلان الأول عن مياه غازية عادية ولكنه يقول: "ليموناد كازوز طبيعى من سان ألبان - ان هذا النوع من المشروبات أمس الآن موضوعاً لتوصية الأطباء ضد أمراض البلاد الحارة ويحفظ في زجاجات وكثيرون ممن جربوه عرفوا منافعه ويباع في الإسكندرية عند الخواجات..".
الإعلان الثانى عن مياه معدنية عادية أيضاً ولكنه يقول: "إن مرض الأنيميا أي فقر الدم والكلوروز أي المرض الأخضر والكاستراليجيا أي أمراض المعدة. وكل الأمراض الناشئة عن ضغط الدم تزال بالماء المسمى باردين وهو ممدوح من الحكماء لا سيما موافقته للبلاد الحارة ويباع بالإسكندرية في شارع شريف عند الخواجات.."
ويمكن رصد أكثر من ملاحظة على هذهذ النوعية من إعلانات أول زمن..
أولاً: أن الهدف من ورائها كان تغيير نمط استهلاكى، من مشروبات اعتاد المصريون عليها، مثل الخروب والعرقسوس والكركديه وغيرها، إلى المشروبات الجديدة التي تجئ في زجاجاتها المقفلة من أوروبا!
ثانياً: أنه لما كان النوع المألوف من المشروبات يرتبط في ذهن الناس بشفاء بعض الأمراض أو التخفيف منها حتى أن بائعيها كانوا يختمون نداءاتهم عنها بالكلمة المشهورة "شفاء يا.." فإن المعلنين الجدد لم يروا مانعاً من المزايدة على المشروبات القديمة حتى أن الإعلان عن مياه "باردين" المعدنية أوحى وكأنها تشفى كل الأمراض!
ثالثاً: أن الوكلاء الذين أخذوا في الترويج لهذه السلع الجديدة كانوا في الأساس أجانب، خاصة من اليونانيين، الذين تفوقوا على غيرهم بتواجد قوى وقديم في سائر أنحاء مصر، وبشهرة في تسويق المنتجات الغذائية الأوروبية!.

غير أن ما يلفت النظر في إعلانات أول زمن تلك المساحة التي احتلها نوع من الإعلانات يمكن توصيفها بالإعلانات الثقافية فأول إعلان عن مدرسة بنات صدر في الأهرام وأول إعلان عن مكتبة عامة صدر في الأهرام أيضاً، ولك منها قصة..
معلوم أن أول مدرسة لتعليم البنات في مصر أنشأتها في القاهرة زوجة الخديو إسماعيل عام 1873 هي مدرسة السيوفية..
الإعلان الذى نشره الأهرام يوم 2 مارس عام 1878 يكشف عن أمور كثيرة..
فهو يكشف عن انشاء "مدرسة وطنية بالإسكندرية لأجل تعليم البنات" قبل عام. أي بعد أقل من ثلاث سنوات من انشاء السيوفية، إلا أن هذه كانت مدرسة أهلية في هذه المرة وقام على انشائها سيدة شامية أيضاً كما يشير اسمها.. كريستين قرداحى!
يكشف أيضاً عن أن الهدف من المدرسة تعليم اللغات: "العربية والفرنسية والايتالية والإنكليزية وسواها.. ثم علم البيانو يومياً وكذلك الأشغال اليدوية الدقيقة كالخياطة والتفصيل وتطريز الحرير من جميع الأجناس وشغل الصوف والزهور والركامو والبرانيط"!
ونرى أن السيدة قرداحى قد حذت في مدرستها حذو مدرسة السيوفية التي كان يقوم التعليم فيها على اعداد ربة البيت المتكاملة التي تنتمى إلى القطاع العلوى من الطبقة الوسطى، وليس الطبقة الارستقراطية التي كانت توفر لبناتها كل هذه المهارات من خلال مدرسين خصويين.
تكشف أخيراً عن تعدد أقسام المدرسة، فهناك القسم الداخلى، وهناك القسم الخارجي "مع الأكل مع الظهر" ثم القسم الخارجي "بدون أكل"!
هذا عن الإعلان الأول، أما الإعلان الثانى فقد كان غريباً بحق.. إعلان عن أول "دار كتب" خاصة.
ففي عام 1870 نجح على مبارك في تأسيس "كتبخانة خديوية" ضاهى بها "كتخابنة باريس" عل حد تعبيره، ولكنها نشأت في القاهرة.
أما في الإسكندرية فلم تنشأ مكتبة عامة، هي مكتبة البلدية، إلا بعد أكثر من عشرين سنة.. في عام 1892 على وجه التحديد..
في تلك الفترة أقدم البعض على انشاء كتبخانة خصوية وأعلنوا عنها في الاهرام..
جاء في هذا الإعلان الصادر في العدد الثالث من الأهرام: "إننا بحوله تعالى قد فتحنا في هذه المدينة مكتباً عمومياً لأجل مطالعة الكتب الأدبية بجميع أنواعها وجميع الجرائد العربية والتركية والافرنجية.. وتسهيلاً للجميع جعلنا قيمة الاشتراك 3 فرنكات كل شهر تدفع عند ابتداء تاريخ الدخول"!.
وكان أصحاب هذا المشروع - هما ذاتهما - صاحبى مشروع مكتبة الترجمة وصاحبى مكتبة ودار للنشر، إبراهيم عرب وحنين خورى، الأمر الذى دعاهما إلى السير قدماً في مشروعهما الغريب!
بقى من المجالات المتعددة التي تناولتها "إعلانات أول زمن" ما يمكن ادراجه تحت توصيف "الإعلانات الفنية".
وعندما نتحدث عن الفن فنجد "المسرح" الذى كان لإسماعيل فضل في تقديمه للمصريين عندما قام ببناء دار الأوبرا بمناسبة الاحتفالات بافتتاح قناة السويس عام 1899، أي قبل صدور الاهرام بسبع سنوات فحسب.
خلال تلك السنوات أقدم الأجانب في الإسكندرية على انشاء مسارح خاصة، زيزينيا وألفيرى، وهى وإن تميزت عن الأوبرا - بكونها مسارح خاصة إلا أنها استمرت تقدم عروضاً أجنبية في الأساس مما جعلها وقفاً على الأوربيين وقلة من المصريين.
ما حدث عام صدور، 1876، أن جاءت إلى مصر أول فرقة تمثيل (تشخيص) عربية، وكانت فرقة شامية، هي فرقة سليم النقاش، وقد نزلت أولاً بالإسكندرية وكان من الطبيعى أن تعلن الأهرام عن وصولها كذا عن نشاطاتها..
أول إعلان جاء في عدد الاهرام الصادر في 12 ديسمبر عام 1876 يبشر أهل الإسكندرية بوصول "ذاك الفتى اللبيب والحاذق الأديب سليم أفندى نقاش الذى تلقى فن تشخيص الروايات عن عمه المرحوم الخواجا مارون نقاش الشهير المبدع لهذا العلم في الأقطار السورية.. أما المحل الذى سيجرى فيه التشخيص فتياترو زيزينيا"!
تتابعت الإعلانات بعد ذلك فمرة يمثل "المشخصون" رواية "هرون الرشيد فأتت متقنة غاية الاتقان" وكان اسم الرواية بالكامل هرون الرشيد وأبو الحسن المغفل!. وأخرى يمثلون رواية مى، وغيرها من الروايات.
وتشير هذه الإعلانات إلى حقيقة وهى أن المسرح العربى قد ولد في الإسكندرية وعلى صفحات الأهرام.
ثم أن تلك الإعلانات قد أدت إلى بلوغ خبر سليم نقاش إلى القاهرة.. إلى الخديو إسماعيل على وجه التحديد.
وقد بادر الخديو إلى دعوة الفرقة لتشخيص بعض الروايات في حضرته مما كان بمثابة ميلاد للمسرح العربى في العاصمة المصرية.
صحيح أن الخديو إسماعيل لم يحتمل لوقت طويل روايات سليم النقاش التي شعر أنها تحمل في طياتها بعض الانتقادات لممارساته في الحكم، خاصة بعد أن قدم في حضرة الخديو رواية تحت اسم "الطاغية" الأمر الذى تصوره إسماعيل نوعاً من التعريض بشخصه مما دفع به إلى طرد الفرقة ليس من القاهرة وإنما من مصر قاطبة.. كل هذا صحيح ولكن الصحيح أيضاً أن معرفة الناس بالمسرح العربى، قد جاءت من خلال إعلانات أول زمن!
ولم يكن هذا الإنجاز الأخير في تلك الإعلانات، فقد كانت إعلانات عديدة أخرى تشير في مجموعها إلى حقيقة الدور التجديدى الذى استمرت تلعبه صفحة إعلانات الأهرام في أعوامها الأولى.. دور إدخال مصر إلى العالم بكل مفرداته.
---
مراجع
أعداد الأهرام:
العدد
التاريخ
2
12/8/1876
3
19/8/1876
7
16/9/1876
8
23/9/1876
11
14/10/1876
12
28/10/1876
14
4/11/1876
15
11/11/1876
16
18/11/1876
19
9/12/1876
20
16/12/1876
21
12/8/1876
23
6/1/1877
25
19/1/1877
28
10/2/1877
30
24/2/1877
36
7/4/1877
48
9/6/1877
50
14/7/1877
51
20/7/1877
52
27/7/1877
72
16/12/1877
73
22/2/1878
86
23/3/1878
89
12/4/1878
108
16/8/1878
114
26/9/1878

صورة من المقال: